النظرية هي نظام من المفاهيم والتعريفات والافتراضات المترابطة، تم تطويرها لتفسير والتنبؤ بمجموعة من الظواهر الملحوظة. توفر النظرية إطارًا لفهم العالم من حولنا، وتُبنى على الأدلة التجريبية والمنطق الاستنتاجي.
تحتاج النظرية الجيدة إلى أن تكون ذات قدرة تفسيرية، أيْ أنْ تكون قادرة على شرح الظواهر التي تتناولها. كما يجب أن تكون ذات قدرة تنبؤية، بمعنى أنها تستطيع التنبؤ بالظواهر المستقبلية. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون النظرية قابلة للاختبار، أيْ أنه يمكن التحقق منها تجريبيًا ويمكن دحضها إذا لم تتوافق نتائج التجارب مع توقعاتها. النظرية العلمية ليست حقيقة مطلقة، بل يمكن تعديلها وتطويرها دائمًا عند ظهور أدلة جديدة.
هناك أنواع مختلفة من النظريات في مجالات متنوعة، من العلوم الطبيعية مثل الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا إلى العلوم الاجتماعية مثل الاقتصاد وعلم الاجتماع وعلم النفس. على سبيل المثال، نظرية التطور لداروين هي نظرية في علم الأحياء تشرح تنوع الحياة على الأرض، بينما نظرية النسبية لأينشتاين هي نظرية في الفيزياء تشرح العلاقة بين المكان والزمان والجاذبية.
غالبًا ما يُخلط بين النظرية والفرضية. الفرضية هي تفسير مؤقت لظاهرة معينة وتحتاج إلى التحقق منها تجريبيًا. إذا تم دعم الفرضية بالعديد من الأدلة التجريبية ويمكنها تفسير مجموعة من الظواهر، فقد تتطور إلى نظرية. بمعنى آخر، النظرية هي مجموعة من الفرضيات التي تم اختبارها وقبولها على نطاق واسع.
تلعب النظريات دورًا هامًا في تطوير المعرفة والفهم البشري للعالم. فهي توفر إطارًا لتنظيم وتفسير المعلومات، كما تساعدنا على وضع التنبؤات والتحكم في الظواهر الطبيعية والاجتماعية. إن الاختبار المستمر وإعادة تقييم النظريات الحالية أمر ضروري لتقدم العلم والمجتمع.
في سياق البحث العلمي، تحمل كلمة “نظرية” معنى مختلفًا عن استخدامها الشائع في الحياة اليومية. ففي التواصل الاعتيادي، غالبًا ما تُستخدم “نظرية” للإشارة إلى فكرة أو تخمين لم يتم إثباته. ومع ذلك، في العلم، “نظرية” هي مفهوم أقوى، يمثل نظامًا معرفيًا مبنيًا بعناية ومدعومًا بالأدلة. يمكن أن يؤدي سوء فهم معنى كلمة “نظرية” إلى أحكام خاطئة حول قيمة النظريات العلمية. على سبيل المثال، غالبًا ما يُساء فهم نظرية التطور على أنها “مجرد نظرية” في اللغة اليومية، على الرغم من أنها مدعومة بكم هائل من الأدلة العلمية وتعتبر أحد أسس علم الأحياء الحديث.