ما هي الصدمة؟

فبراير 17, 2025

الصدمة هي أي حدث في الحياة يشكل تهديدًا لسلامتنا، وربما يعرض حياتنا أو حياة الآخرين للخطر. نتيجة لذلك، يعاني الشخص من مستوى عالٍ من المعاناة العاطفية والنفسية والجسدية، مما يعطل مؤقتًا قدرته على العمل بشكل طبيعي في حياته اليومية.

تشمل أمثلة التجارب المؤلمة التي قد تحدث الكوارث الطبيعية، مثل حرائق الغابات أو الفيضانات، أو مشاهدة عملية سطو مسلح، أو التعرض لحادث سيارة خطير، أو التواجد على متن طائرة تُجبر على الهبوط الاضطراري، أو التعرض للاعتداء.

يمكن أن تترك التجربة المؤلمة آثارًا عميقة على الصحة العقلية والجسدية للشخص. قد تظهر هذه الآثار بطرق مختلفة، من التغييرات الطفيفة في السلوك إلى مشاكل الصحة العقلية الأكثر خطورة.

يعتمد رد الفعل على الصدمة على نوع وخطورة الحدث الصادم، والخبرة أو التدريب السابق ذي الصلة، وحالة العجز أو القدرة على التأثير، وكمية الدعم المتاحة بعد الحادث، وعوامل الإجهاد الحالية الأخرى في الحياة، والشخصية، ومستوى القدرة على التعافي بشكل طبيعي، وأي تجارب صادمة سابقة.

تشمل ردود الفعل الشائعة ما يلي: الشعور كما لو كنت في حالة “تأهب قصوى” و “ترقب” لأي شيء آخر قد يحدث؛ الشعور بالخدر العاطفي، كما لو كنت في حالة “صدمة”؛ أن تصبح سريع الانفعال وعصبيًا؛ الشعور بالتعب الشديد والإرهاق؛ الشعور بالتوتر الشديد و/أو القلق؛ حماية الآخرين بشدة بما في ذلك العائلة والأصدقاء؛ عدم الرغبة في مغادرة مكان معين خوفًا من “ما قد يحدث”؛ التبديل بين هذه الاستجابات.

هذه الاستجابات طبيعية، وفي معظم الحالات، تتضاءل كجزء من عملية الشفاء والتعافي الطبيعي للجسم في غضون أسابيع قليلة بعد ذلك. ومع ذلك، إذا استمرت هذه الاستجابات أو تسببت في معاناة كبيرة، فمن المهم طلب الدعم المهني.

تشمل ردود الفعل العقلية على الصدمة ما يلي: انخفاض التركيز والذاكرة؛ أفكار غير مرغوب فيها حول الحدث؛ تكرار أجزاء من الحدث في الذهن؛ الارتباك أو فقدان الاتجاه.

يمكن أن تشمل ردود الفعل العاطفية على الصدمة ما يلي: الخوف والقلق والذعر؛ الصدمة – صعوبة تصديق ما حدث، والشعور بالعزلة والارتباك؛ الشعور بالخدر والعزلة؛ عدم الرغبة في التواصل مع الآخرين أو أن تصبح من withdrawing from those around you; استمرار اليقظة – الشعور كما لو أن الخطر لا يزال قائمًا أو أن الحدث مستمر؛ الإحباط – بعد انتهاء الأزمة، قد يصبح الإرهاق واضحًا. يتم الشعور بردود الفعل العاطفية على الحدث في مرحلة الإحباط، وتشمل الاكتئاب، والتجنب، والشعور بالذنب، والحساسية المفرطة، والانطواء.

يمكن أن تؤدي التجربة المؤلمة إلى ردود فعل جسدية، بما في ذلك: التعب أو الإرهاق؛ اضطرابات النوم؛ الغثيان والقيء والدوار؛ الصداع؛ التعرق الشديد؛ سرعة ضربات القلب.

تشمل ردود الفعل السلوكية الشائعة على الصدمة ما يلي: تجنب تذكيرات الحدث؛ عدم القدرة على التوقف عن التركيز على ما حدث؛ الانغماس في الأنشطة المتعلقة بالتعافي؛ فقدان الروتين اليومي المعتاد؛ تغيير الشهية، مثل تناول المزيد من الطعام أو أقل بكثير؛ اللجوء إلى مواد مثل الكحول والسجائر والقهوة؛ مشاكل النوم.

بعد انتهاء الحدث المحزن، قد تجد نفسك تحاول فهم ما حدث. قد يشمل ذلك التفكير في كيفية حدوثه ولماذا، وكيف ولماذا شاركت فيه، ولماذا تشعر بهذه الطريقة، وما إذا كانت المشاعر التي لديك تشير إلى نوع الشخص الذي أنت عليه، وما إذا كانت هذه التجربة قد غيرت نظرتك إلى الحياة أم لا، وما إلى ذلك. إنّ استكشاف وفهم ما حدث هو جزء مهم من عملية الشفاء.

هناك عدد من الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد الشخص على التعامل مع ردود الفعل المفرطة. أدرك أنك مررت بتجربة مؤلمة أو مخيفة وأنك ستتفاعل معها. تقبّل أنك لن تشعر بأنك على طبيعتك لفترة من الوقت، لكنها ستمر في النهاية. ذكّر نفسك يوميًا بأنك تتحكم – حاول ألا تغضب أو تشعر بالإحباط من نفسك إذا لم تتمكن من أداء كل شيء بشكل جيد أو فعال كالمعتاد. لا تُفرط في تناول الكحول أو المخدرات لمساعدتك على التأقلم. تجنب اتخاذ قرارات كبيرة أو تغييرات كبيرة في الحياة حتى تشعر بتحسن. واجه ما حدث تدريجيًا – لا تحاول تجنبه. لا تكبت مشاعرك – تحدث إلى شخص يمكنه دعمك وفهمك. حاول الحفاظ على روتينك المعتاد وابقَ مشغولًا. لا تحاول جاهدًا تجنب أماكن أو أنشطة معينة. لا تدع الصدمة تتحكم في حياتك، ولكن لا تكن متسرعًا جدًا للعودة إلى طبيعتك بسرعة. عندما تشعر بالإرهاق، خذ وقتًا للراحة. خصص وقتًا لممارسة الرياضة بانتظام – فهي تساعد على تنظيف جسمك وعقلك من التوتر. ساعد عائلتك وأصدقائك حتى يتمكنوا من مساعدتك من خلال إخبارهم بما تحتاجه، مثل وقت الهدوء أو شخص ما للتحدث معه. استرخِ – استخدم تقنيات الاسترخاء مثل اليوجا أو التنفس أو التأمل، أو افعل الأشياء التي تستمتع بها، مثل الاستماع إلى الموسيقى أو البستنة. عبّر عن مشاعرك عندما تنشأ – تحدث إلى شخص ما عن مشاعرك أو اكتبها. عندما تُثير الصدمة ذكريات أو مشاعر، حاول مواجهتها. فكر فيها، ثم ضعها جانبًا. إذا كانت تُثير ذكريات أخرى من الماضي، فحاول فصلها عن المشكلة الحالية والتعامل معها بشكل منفصل.

Leave A Comment

تصنيفات

Recent Posts

Create your account