الجمعة الموافق ١٣ من الشهر (يوم الجمعة الثالث عشر)، يومٌ يُعتبر نَحساً يجلب سوء الحظ لدى الكثيرين، خاصةً في الثقافة الغربية، وقد امتدّت هذه الخرافة إلى ثقافات أخرى حول العالم، مُشكّلةً هاجساً ثقافياً قديماً. يجمع هذا اليوم بين الرقم ١٣، الذي يُعتقد أنه يجلب النحس، ويوم الجمعة، المرتبط بأحداث سلبية في التاريخ، مما ولّدَ خوفاً يُعرف باسم “رهاب يوم الجمعة الثالث عشر”.
تعود جذور هذه الخرافة إلى أحداث تاريخية وأساطير عديدة:
في المسيحية، يُعتبر يوم الجمعة يوم صلب المسيح. بالإضافة إلى ذلك، حضرَ ١٣ شخصاً “العشاء الأخير”، وكان الشخص الثالث عشر هو يهوذا الإسخريوطي، الذي خانَ المسيح. لذلك، يعتبر بعض المسيحيين يوم الجمعة ١٣ يوماً مشؤوماً مليئاً بالخطيئة والمآسي.
كما اعتُبر الرقم ١٣ نذير شؤم منذ العصور القديمة. ففي الأساطير الإسكندنافية، ظهرَ الإله لوكي، أحد الآلهة المُزعجة، كضيفٍ غير مرغوب فيه رقم ١٣ في إحدى الولائم، مما أدّى إلى الفوضى والموت.
ومن الأحداث التاريخية الأخرى التي عززت هذه الخرافة، اعتقال وإعدام مئاتٍ من فرسان الهيكل على يد الملك فيليب الرابع ملك فرنسا يوم الجمعة ١٣ أكتوبر عام ١٣٠٧.
وقد حدثت العديد من الأحداث التاريخية المؤسفة في هذا اليوم، مما زاد من اعتقاد البعض بأنه يجلب النحس:
-
تحطّمت طائرة فريق الرغبي أوروغواي “أولد كريستيانز” في جبال الأنديز يوم الجمعة ١٣ أكتوبر ١٩٧٢، وهي من أشهر حوادث الطائرات، حيثُ ناضلَ الناجون للبقاء على قيد الحياة في ظروفٍ قاسية.
-
جنحت سفينة الرحلات البحرية الفاخرة “كوستا كونكورديا” قبالة سواحل جزيرة جيجليو الإيطالية، وتم إجلاء ٤٠٠٠ راكب، بينما لقِيَ ٢٥ شخصاً حتفهم يوم الجمعة ١٣ يناير ٢٠١٢.
-
في يوم الجمعة ١٣ سبتمبر ١٩٩٦، تُوفي مغني الراب الشهير توباك شاكور، أحد أشهر نجوم موسيقى الهيب هوب، متأثراً بجراحه بعد تعرضه لإطلاق نار في لاس فيغاس.
على الرغم من ذلك، تعتبر المغنية تايلور سويفت الرقم ١٣ رقماً محظوظاً، وكثيراً ما تُظهره مكتوباً على يدها أثناء عروضها.
واستغلت سلسلة أفلام الرعب الشهيرة “Friday the 13th” هذه الخرافة، حيثُ أصبحَ القاتل المُقنّع جيسون فورهيس رمزاً لأفلام الرعب الكلاسيكية.
لا يقتصر الأمر على اعتبار يوم الجمعة ١٣ يوماً مشؤوماً فحسب، بل يُ accompanied ببعض الطقوس والخرافات التي يعتقد البعض أنها تجلب الحظ السيئ، مثل: عدم الس ſفر، عدم بدء عمل جديد أو توقيع عقود، تجنّب القطط السوداء، وعدم فتح المظلات داخل المنزل.
لقد انتشرَ الاعتقاد بيوم الجمعة ١٣ على نطاق واسع، مُشكّلاً ظاهرة نفسية جماعية. فالإنسان بطبيعته يبحث عن تفسيرات للأحداث من حوله، وإلقاء اللوم على يومٍ مُحدّد هو وسيلة بسيطة لتفسير سوء الحظ.
على الرغم من كثرة القصص والخرافات حول يوم الجمعة ١٣، إلا أنه لا يوجد دليل علمي يُثبت أنه يوم نحس بالفعل. يعتمد الاعتقاد بهذا اليوم بشكلٍ رئيسي على العوامل النفسية والثقافية. الأهم هو الحفاظ على التفاؤل وعدم السماح للأفكار السلبية بالتأثير على حياتنا اليومية.