البرستيج الزائف، هو مصطلح يُستخدم لوصف المظاهر الخدّاعة التي تخفي وراءها حقيقة فارغة. يشير إلى الأشخاص الذين يتظاهرون بالثراء والنجاح، بينما يخفون واقعًا مُختلفًا تمامًا.
صورة لشخص يُخفي حقيقته خلف قناع من البرستيج الزائف
انتشر استخدام مصطلح “البرستيج الزائف” على وسائل التواصل الاجتماعي للسخرية من الأشخاص الذين يعيشون حياة افتراضية، ويتباهون بأشياء غير حقيقية، ويخفون شخصياتهم وأسلوب حياتهم الحقيقي. فهم لا يجرؤون على مواجهة الواقع، ويستخدمون هذا “البرستيج الزائف” لخلق حياة وشخصية مختلفة عن حقيقتهم.
يعيش هؤلاء الأشخاص حياة مُتناقضة، حيث يختلف ما يُظهرونه للآخرين تمامًا عن واقعهم. قد يكون السبب هو الشعور بالنقص، أو عدم الرضا عن حياتهم، أو حب الظهور والمُباهاة المنتشر بين الشباب اليوم.
لا عيب في السعي لحياة أفضل، فالجميع يرغب في ذلك. من الطبيعي أن يُظهر الإنسان محاسنه ويُخفي عيوبه. قد يرغب البعض في خلق درع واقٍ لأنفسهم، وهذا ليس مدعاةً للإدانة.
مع ذلك، يُمكن أن يؤدي إخفاء الجوانب السلبية بشكل مُبالغ فيه إلى عواقب وخيمة. يسعى الكثيرون إلى إرضاء غرورهم من خلال بناء حياة افتراضية مليئة بالترف الزائف. وعندما ينكشف هذا القناع، يكونون هم الأكثر عرضةً للأذى والنقد.
قد تُسبب الحياة المُزيّفة وخداع الآخرين عواقب وخيمة. يستغلّ البعض حبّ الناس للثراء والسلطة، ويستخدمون “البرستيج الزائف” لإيهام الآخرين وخداعهم، بل وحتى استغلالهم ماديًا.
إذًا، فالبرستيج الزائف ليس جيدًا بالضرورة، ولكنه ليس سيئًا دائمًا. لكن الإفراط فيه قد يؤدي إلى عواقب سلبية على صاحبه.
مؤخرًا، ازداد استخدام مصطلح “البرستيج الزائف” لوصف الأشخاص الذين يعيشون حياة افتراضية مُزيفة، ويُخفون واقعهم المُرّ وراء قناع من البريق. أصبح هذا الأسلوب وسيلةً للتستر والخداع والتزييف، ويُستخدم بكثرة على وسائل التواصل الاجتماعي للسخرية من الأشخاص الذين يعيشون حياة مُصطنعة، ويسعون جاهدين لإخفاء حقيقتهم. يضعون على أنفسهم قناعًا من “البرستيج الزائف” ليظهروا بمظهر مُختلف تمامًا، ويُثيروا إعجاب الآخرين، بينما تكون حقيقتهم بعيدة كل البعد عن ذلك.
تتعدد مظاهر “البرستيج الزائف” في عصرنا الحالي: المظهر: ينتشر بين مشاهير الإنترنت استخدام مُستحضرات التجميل بشكل مُبالغ فيه، وتوظيف فلاتر تُغيّر ملامحهم جذريًا، بينما يكون مظهرهم الحقيقي عاديًا جدًا. الحالة الاجتماعية: يتباهى البعض بحياة مترفة على وسائل التواصل الاجتماعي، بينما ينتمون في الواقع إلى الطبقة المتوسطة، ويستخدمون أغراضًا مستعارة أو مُؤجرة لخلق هذا الوهم. المستوى التعليمي: يتظاهر البعض بالمعرفة والحكمة، بينما يفتقرون إلى الثقافة الحقيقية، ويُكثرون من إلقاء المواعظ.
تتعدد مظاهر “البرستيج الزائف”، ويمكن مُلاحظتها في مختلف جوانب الحياة.
بعد أن فهمنا ماهية “البرستيج الزائف” وواقع انتشاره، ما هي آثاره السلبية؟ لا عيب في السعي لخلق صورة مثالية لنفسك، لكن الإفراط في ذلك قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، مثل: تحمّل عواقب وخيمة: يستغلّ البعض حبّ الناس للمظاهر الخدّاعة لبناء “برستيج زائف” وخداع الآخرين. قد يدّعون أنهم أساتذة أو أطباء، أو يبيعون منتجات رديئة، أو ينتحلون صفة مُتبرعين بينما يختلسون أموال الإغاثة. قد تصل الأمور إلى حدّ الاحتيال والنصب، وعند انكشافهم، يواجهون عواقب وخيمة، سواءً كانت عقوبات قانونية أو انتقادات اجتماعية.
الضغوط المالية: عند بناء صورة زائفة للثراء، يضطرّ الشخص إلى إنفاق مبالغ طائلة تتجاوز دخله الحقيقي للحفاظ على هذا المظهر. يدخله هذا في دوامة من الضغوط المالية، حيث يُصبح مُضطرًا للإنفاق بشكل يفوق قدرته. قد لا تُشكّل هذه مشكلة في حال كان العمل مُستقرًا، لكنّها تُصبح عبئًا ثقيلاً في حال توقف مصدر الدخل. لذلك، لا يستحقّ الأمر التضحية بالاستقرار المالي من أجل مظهر زائف.
يُعطي “البرستيج الزائف” انطباعًا خاطئًا عن سهولة الثراء، ويُوهم الآخرين بإمكانية تحقيق النجاح السريع من خلال التظاهر. هذا خداعٌ يُسبب خيبة أمل كبيرة عند انكشاف الحقيقة.
في الحياة والعمل، لا يدوم “البرستيج الزائف” طويلاً، لأنه مبني على الزيف. لذلك، لا تُبالِ بنظرة الآخرين، ولا تُغرق نفسك في حياة مُزيفة مليئة بالخداع والضغوط. أنت فقط من سيتحمّل عواقب هذا الخداع، من خلال الكذب والحياة المُصطنعة.
في مجال العمل، لا تُبالغ في تجميل سيرتك الذاتية، ولا تُضِف معلومات مُزيفة حول مؤهلاتك أو خبراتك. سيؤدي ذلك إلى نتائج عكسية عند انكشاف الحقيقة، أو عند عدم قدرتك على مُواكبة متطلبات العمل. كُن صادقًا مع قدراتك، واسعَ دائمًا إلى تطويرها. بهذه الطريقة، ستُثير إعجاب أصحاب العمل، وستحصل على الوظيفة التي تحلم بها.