نجح تطبيق تادا السنغافوري لخدمات النقل في جمع 5 ملايين دولار لتوسيع نطاق عمله. يتميز نموذج عمل الشركة بعدم اقتطاع عمولة من السائقين، مما يطرح تساؤلاً هاماً: ما هو تطبيق تادا وهل هذا النموذج مستدام؟
تادا هو تطبيق لخدمات النقل الذكي انطلق من سنغافورة. أهم ما يميز تادا عن منافسيه مثل جراب وجوجيك هو عدم تحصيل أي عمولة من السائقين. هذا الأمر يثير تساؤلات حول جدوى ومصادر دخل هذا النموذج من العمل. هل “تادا” – التي تعبر عن المفاجأة والإعجاب – ستحقق بالفعل فوائد لكل من السائقين والركاب، أم أنها مجرد وسيلة تسويقية قصيرة الأجل؟
يعمل تطبيق تادا على ربط المستخدمين بالسائقين من خلال تطبيق هاتفي، تمامًا مثل تطبيقات النقل الأخرى. ولكن بدلاً من اقتطاع عمولة من كل رحلة، يهدف تادا إلى بناء نظام بيئي لتبادل البيانات قائم على تقنية بلوكتشين. سيتم جمع البيانات المتعلقة بحركة المرور، ونشاط المركبات، وسلوك المستخدمين وتخزينها على بلوكتشين بموافقة السائقين.
تأمل تادا في تحقيق إيرادات من خلال بيع هذه البيانات لشركات أبحاث السوق أو شركات الخدمات اللوجستية. على سبيل المثال، يمكن لتادا التعاون مع شركات التأمين، أو شركات إصلاح السيارات، أو حتى عرض إعلانات للسائقين. يعتمد هذا النموذج على فرضية أن قيمة البيانات ستكون كافية لتعويض عدم تحصيل العمولات.
مع ذلك، الواقع يُظهر أن بناء نظام بيئي كبير بما يكفي لتحقيق الربح من البيانات يُمثل تحديًا كبيرًا. على الرغم من إعلانها عن عدم تحصيل عمولات، إلا أن أسعار تادا في فيتنام لا تزال غير تنافسية مقارنةً بالمنافسين. لا يزال عدد السائقين والعملاء محدودًا، مما يُصعب عملية جمع البيانات.
هل نموذج “تادا” – النقل بدون عمولة – هو نموذج المستقبل، أم أنه سيتلاشى؟ الإجابة لا تزال غامضة. يعتمد نجاح تادا على قدرتها على بناء نظام بيئي واسع واستغلال قيمة البيانات بشكل فعال. في ظل المنافسة الشرسة في سوق تطبيقات النقل، يتعين على تادا إثبات استدامة نموذج أعمالها الفريد.