العود الكمبودي هو جزء من خشب شجرة العود الذي يحتوي على كمية كبيرة من الراتنج العطري. وهو خشب داكن اللون مُغطى بطبقة من الراتنج الأصفر.
تتشابه عملية تكوين العود الكمبودي مع عملية تكوين العود العادي، وهي عملية عجيبة. تبدأ عندما تُصاب شجرة العود بجروح أو كسور بسبب عوامل طبيعية أو هجوم من الكائنات الحية، مثل النمل الأبيض. عندما تتراكم المياه في الجرح خلال موسم الأمطار، تبدأ الشجرة بإفراز الراتنج كآلية للدفاع عن نفسها ولتضميد الجرح. يُطلق على المنطقة الخشبية الناتجة اسم “العود” وتتكون من جزئين: العود الكمبودي والعود العادي.
لكن لا تنتج جميع أشجار العود الكمبودي. ففي الغابات الطبيعية، توجد شجرة عود واحدة فقط تحتوي على راتينج من بين كل 1000 إلى 1500 شجرة، ومن بين كل 10000 إلى 20000 شجرة عود تحتوي على راتينج، توجد شجرة واحدة فقط تحتوي على العود الكمبودي. يتميز العود الكمبودي بنعومته وغناه بالزيت بسبب كمية الراتنج الكبيرة فيه. يتميز زيت العود الكمبودي بلونه العكر وقوامه الشمعي ورائحته العطرية الطبيعية الخفيفة والثابتة. عند حرقه، ينتج عنه دخان أبيض يتلاشى بسرعة. يغرق خشب العود الكمبودي في الماء بسبب وزنه الثقيل.
يعتمد سعر العود الكمبودي على عدة عوامل، مثل نوع الخشب وحجم قطعة العود وجودة الزيت بداخله وخاصية غرقه في الماء. يتراوح سعره بين 2 إلى 16 مليار دونغ فيتنامي، حسب النوع. في الوقت الحاضر، تزداد قيمة العود الكمبودي بسبب ندرته وزيادة الطلب عليه.
لا تُعزى قيمة العود الكمبودي العالية إلى ندرته فحسب، بل أيضًا إلى فوائده الرائعة. من بين هذه الفوائد: تسكين الألم وتهدئة الأعصاب، تحسين الدورة الدموية، تنشيط الطاقة الحيوية، تحسين الصحة الجنسية للرجال، وتنظيم الدورة الشهرية للنساء. تساعد الرائحة العطرية الخفيفة لزيت العود الكمبودي على تخفيف التوتر وتوفير الراحة والاسترخاء. يُعتقد أن العود الكمبودي، كونه خشبًا نفيسًا، يحمل في طياته روح الأرض والسماء، ويجلب الحظ والسلام بسبب مروره بسنوات طويلة من التكوين. ووفقًا للمعتقدات الروحية، يحمي العود الكمبودي من الأرواح الشريرة ويزيل الطاقات السلبية.
بالإضافة إلى ذلك، للعود الكمبودي دلالات في فنغ شوي، حيث يُعتقد أنه يجلب الثراء والازدهار والنجاح والتقدم لمن يستخدمه. ونظرًا لندرته وغلاء سعره، يحتفظ بجمال فريد ومميز. يُعد العود الكمبودي من المنتجات الفاخرة التي تُعزز مكانة وقيمة الشخص، و يحظى بشعبية كبيرة بين الأثرياء. كما أنه هدية قيّمة يتبادلها الأثرياء، كرمز للتمني بالنجاح والازدهار وتعزيز العلاقات التجارية.
حتى الآن، تم اكتشاف أربعة أنواع من العود الكمبودي: الأبيض والأسود والأخضر والأصفر. يتميز العود الكمبودي الأسود بلونه الأسود وملمسه الصلب، مما يضفي عليه سحرًا وغموضًا. أما الأبيض، فيتميز بلونه الأبيض وملمسه الناعم وغناه بالزيت، ويُغطى بطبقة من المسحوق الناعم. يتميز الأخضر بلونه الرمادي المائل إلى الأخضر، وهو جذاب للغاية. أما الأصفر، فيتميز بلونه البني المصفر اللامع الذي يشبه الذهب من بعيد.
كثيرًا ما يَخلِط الناس بين العود الكمبودي والعود العادي. إليك بعض الخصائص التي تميزهما: سطح لامع مغطى بالزيت، ينتج دخانًا أزرق عند حرقه، طعم مرّ حامض ممزوج بقليل من الحلاوة، لون معتم لامع تحت الضوء. يتميز برائحة ثابتة لكنها خفيفة ومريحة، وليست نفاذة. يُعد العود الكمبودي أكثر ندرة وقيمة من العود العادي، حيث يصل سعره إلى 20-30 ضعف سعر العود العادي.
تُعد المنتجات المصنوعة من العود الكمبودي ذات قيمة عالية، وغالبًا ما تُستخدم كهدايا للأقارب والأصدقاء. “كي نام فو سي” هو نوع من العود الكمبودي المصنوع من “كيارا” الفيتنامية، يتم صنعه يدويًا بالكامل باستخدام تقنيات خاصة. “كي نام ها ذيب” مصنوع من العود الكمبودي الأخضر النادر، ويتميز برائحة فريدة وجذابة.