الرئيس التنفيذي (CEO) هو اختصار لعبارة Chief Executive Officer، أي المدير التنفيذي. يُعتبر الرئيس التنفيذي أعلى منصب في أي منظمة، وهو المنصب الذي يطمح إليه الكثيرون. لكي يصبح الشخص رئيسًا تنفيذيًا ناجحًا، فإنه يحتاج إلى أكثر من مجرد التعليم والتدريب الأكاديمي، بل يحتاج أيضًا إلى امتلاك بعض الصفات الشخصية الفطرية. لذلك، ليس كل شخص قادرًا على أن يكون رئيسًا تنفيذيًا محترفًا.
الرئيس التنفيذي هو المسؤول عن إدارة وتشغيل جميع أنشطة الشركة، وتحديد توجهاتها الاستراتيجية، واتخاذ القرارات المهمة لتحقيق أهداف العمل وخلق قيمة مضافة للشركة. يمثل الرئيس التنفيذي الشركة، وعادةً ما يرفع تقاريره مباشرةً إلى مجلس الإدارة ويكون مسؤولاً أمام المساهمين. في العديد من الشركات في العالم العربي، يُطلق على منصب المدير العام أو مدير الشركة اسم الرئيس التنفيذي.
يعمل الرئيس التنفيذي بشكل مباشر مع مديري الإدارات المختلفة ضمن فريق الإدارة العليا لتنسيق وتوجيه أنشطة الشركة. يشمل مديرو الإدارات: المدير المالي (CFO)، ومدير الموارد البشرية (CHRO)، ومدير المبيعات والتسويق (CCO)، ومدير الإنتاج (CPO)، ومدير التسويق (CMO)، والعديد من المناصب الأخرى حسب هيكل الشركة. يتعاون الرئيس التنفيذي مع هؤلاء المديرين لضمان التوافق والفعالية في تنفيذ استراتيجيات الشركة وقراراتها وأهدافها. يلعب التعاون الوثيق بين الرئيس التنفيذي وفريق الإدارة دورًا حاسمًا في تحقيق النجاح والنمو المستدام للشركة.
يُعتبر الرئيس التنفيذي بمثابة “المنارة” التي ترشد جميع أنشطة الشركة نحو المسار الصحيح. فهو يتحمل مسؤولية تحقيق النجاح والنمو المستدام للمؤسسة. على سبيل المثال، إذا كانت الشركة بمثابة آلة، فإن الرئيس التنفيذي مسؤول عن تشغيلها وصيانتها وتحديثها لضمان عملها بسلاسة وبأعلى كفاءة.
لكي يصل الشخص إلى أعلى منصب في الشركة، يجب أن يتمتع بثبات انفعالي قوي لمواجهة جميع المشاكل وتحمل مسؤوليتها، وأن يحافظ على هدوئه في أوقات الأزمات، وأن يجد حلولاً للمشاكل الملحة. مع هذه المسؤولية الكبيرة، يلعب الرئيس التنفيذي دورًا حاسمًا في تحديد اتجاه الشركة وتشكيل مستقبلها. قد تؤثر قيادته وقدرته على اتخاذ القرارات بشكل كبير على أداء الشركة ونجاحها.
يلعب الرئيس التنفيذي دورًا هامًا، وهو عنصر لا غنى عنه في كل شركة، فهو المفتاح لنجاح جميع أنشطة الشركة. من بين أهم أدواره:
- قيادة وإدارة جميع أنشطة الشركة بشكل مباشر، وضمان سير العمل بسلاسة وتحقيق أهداف النمو.
- التنسيق مع فريق الإدارة العليا لوضع وتنفيذ الاستراتيجيات والإدارة.
- بناء القيم الأساسية، وتعزيز ثقافة الشركة، وخلق صورة إيجابية، والحفاظ على علاقات جيدة مع العملاء والشركاء والمجتمع.
- الموافقة على القرارات والاستراتيجيات التي تتوافق مع سياسات الشركة واللوائح القانونية، أو اتخاذها مباشرة.
- خلق قيمة للمساهمين.
- على الرغم من أنه لا يشارك بشكل مباشر في عملية التوظيف، إلا أن الرئيس التنفيذي يلعب دورًا في جذب وتطوير المواهب في الشركة، والتعرف على الموظفين ذوي الكفاءات العالية لترقيتهم في المستقبل.
يتعاون الرئيس التنفيذي مع مديري الإدارات الأخرى مثل CHRO و CCO و CFO و CPO و CMO لصياغة وتنفيذ استراتيجيات قصيرة وطويلة الأجل، لبناء نظام متين للشركة. وذلك لتحقيق الإيرادات وتعزيز قيمة العلامة التجارية ومصداقيتها.
في الواقع، قد يضطر الرئيس التنفيذي إلى القيام بمهام أكثر من المذكورة أدناه. يتطلب عمل الإدارة العليا القدرة على القيام بمهام متعددة، وتحمل ضغوط عالية، وقد يتطلب العمل لساعات إضافية، والتعامل مع العديد من المشاكل في وقت واحد. من بين المهام التي يجب على الرئيس التنفيذي القيام بها:
- تخطيط وإدارة الاستراتيجيات لتوجيه الشركة نحو تحقيق رؤيتها ورسالتها.
- وضع خطط مفصلة لجميع أعضاء الشركة لتحقيق الأهداف المشتركة.
- إدارة وتوجيه فرق العمل لتنفيذ خطط العمل التي وافق عليها مجلس الإدارة.
- تقديم اقتراحات لتحسين أنشطة الشركة إلى مجلس الإدارة.
- التسويق والترويج لصورة العلامة التجارية، وضمان تحقيق أهداف العمل المحددة.
لا تُقاس الخبرة بعدد سنوات العمل، بل تُقاس بعدد المشاكل والأزمات التي واجهها الرئيس التنفيذي وتغلب عليها. بالإضافة إلى المعرفة المتخصصة، يجب أن يكون الرئيس التنفيذي شخصًا ذا خبرة واسعة في الحياة، وأن يكون قادرًا على التعامل مع الآخرين، وأن يكون قد جرب العمل في مجالات وبيئات مختلفة.
الرئيس التنفيذي المتميز هو الشخص الذي يبحث دائمًا عن المعرفة ويتعلم باستمرار ليبقى مواكبًا للتطورات. الرئيس التنفيذي الذي يتمتع برؤية استراتيجية، سيكون قادرًا على فهم جميع أنشطة الإدارات والأقسام المختلفة، ومراقبة أدائها. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون قادرًا على إدارة الأفراد والتحكم في عواطفهم، والاستفادة من قدرات كل موظف.
يحتاج الرئيس التنفيذي إلى القدرة على إلهام وتحفيز الموظفين، ومعرفة كيفية الاحتفاظ بالمواهب لضمان استمرارهم في العمل مع الشركة على المدى الطويل.
ولتحقيق ذلك، يجب أن يكون الرئيس التنفيذي هو أول من يفكر في مصلحة الشركة، وأن يحب الشركة وموظفيها، وأن يشجعهم ويدعمهم باستمرار من خلال توفير رواتب جيدة، ومكافآت للموظفين المتميزين، وتنظيم مسابقات صحية.
بصفته “قائد” الشركة، يجب أن يتمتع الرئيس التنفيذي بمهارات قيادية لتوجيه شركته. تساعد مهارات القيادة الرئيس التنفيذي على بناء بيئة عمل يشعر فيها الجميع بالراحة، وبيئة عمل يشجع فيها الجميع بعضهم البعض، لإيجاد حلول مبتكرة وفعالة.