الخراج هو كيس من الصديد يتشكل في أي مكان في الجسم. عند الإصابة بعدوى، يعمل الجهاز المناعي في الجسم على مكافحة الكائنات الحية الدقيقة الغازية. تنتقل خلايا الدم البيضاء إلى منطقة العدوى وتقتل الجراثيم. يتكون الصديد من خلايا الدم البيضاء الميتة، وبقايا الجراثيم، والسوائل، والأنسجة الميتة. إذا كان الالتهاب شديدًا، فسوف ينتج المزيد من الصديد، مما يؤدي إلى تلف الأنسجة الداخلية وتشكل كيس مليء بالصديد، يُسمى الدمل (بحجم صغير) أو الخراج (بحجم كبير).
يمكن أن يتطور الخراج على الجلد، أو في الفم، أو في الأعضاء الداخلية.
أنواع الخُراجات
هناك أنواع مختلفة من الخراجات.
1. خُراجات الجلد
خراجات الجلد شائعة جدًا، وتتطور عادةً تحت الجلد ويسهل علاجها. تشمل أنواع خراجات الجلد ما يلي:
- خراج الجلد في منطقة الإبط: هي حالة التهاب الغدد العرقية في منطقة الإبط، مما يسبب تورمًا واحمرارًا في منطقة الإبط، ويمكن أن يتحول إلى خراج مع مرور الوقت.
- خراج الجلد حول الشرج والمستقيم: خراج يقع تحت الجلد، حول فتحة الشرج أو المستقيم. يؤثر هذا النوع من الخراج على منطقة الجلد المحيطة بفتحة الشرج.
- خراج الجلد في منطقة الفرج: خراج عادةً في منطقة الشفرين الكبيرين، بسبب التهاب بصيلات الشعر أو غدد بارثولين.
2. خُراجات الفم
يمكن أن تؤثر خراجات الفم على الأسنان واللثة والحلق، وتحديداً:
- خراج اللثة: نوع من الخراج يتطور في لثة الأسنان وعادةً لا يؤثر على الأسنان.
- خراج حول السن: عدوى تتشكل في طرف جذر السن. يحدث هذا النوع من الخراج بسبب الصدمة أو تسوس الأسنان.
- خراج دواعم السن: مرض يؤثر على العظام والأنسجة التي تدعم الأسنان. عادةً ما يحدث هذا المرض بسبب التهاب دواعم السن أو أمراض اللثة.
- خراج اللوزتين: كيس من الصديد خلف إحدى اللوزتين. خراجات اللوزتين أكثر شيوعًا عند المراهقين والشباب.
- خراج البلعوم: يتشكل عندما تلتهب الغدد الليمفاوية في الجزء الخلفي من الحلق.
3. خُراجات الأعضاء الأخرى
خراجات الأعضاء الأخرى أقل شيوعًا بكثير من خراجات الجلد، ولكن يصعب تشخيصها وعلاجها:
- خراج الثدي: كيس من الصديد يقع في الثدي. إذا تُركت عدوى الثدي دون علاج، فقد تؤدي إلى خراج الثدي. يحدث هذا الخراج بشكل خاص عند النساء المرضعات، وخاصة في حالات انسداد قنوات الحليب أو احتقان الثدي.
- خراج البطن: يحدث بسبب تراكم الصديد في البطن. يمكن أن يقع هذا الخراج داخل أو بالقرب من الكبد أو الكلى أو البنكرياس أو أعضاء أخرى في الجسم.
- خراج النخاع الشوكي: تراكم الصديد داخل وحول النخاع الشوكي بسبب عدوى في العمود الفقري.
- خراج الدماغ: تراكم نادر للصديد في الدماغ. يتشكل هذا الخراج عندما تدخل البكتيريا الناتجة عن العدوى إلى الدماغ من خلال الرأس أو الأوعية الدموية أو جرح في الجسم.
أسباب الخُراج
عادةً ما يكون سبب الخراج هو العدوى، أو دخول أجسام غريبة إلى الجسم. عندما يتم كسر حاجز الجلد الواقي، تدخل البكتيريا إلى الجلد من خلال الجروح أو على طول بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى تكوين الصديد، وبالتالي الخراج. يتشكل الخراج عندما يحاول جهاز المناعة في الجسم القضاء على البكتيريا الغازية عن طريق الاستجابة الالتهابية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسبب انسداد العرق أو الزيت (الزهم) أو انسداد قنوات الحليب أو بصيلات الشعر أو الكيسات الموجودة مسبقًا خراجًا.
عندما يتشكل الخراج وينمو، يصبح مركزه سائلاً ويحتوي على خلايا ميتة وبكتيريا وبقايا أخرى. يبدأ حجم الخراج في التزايد، مما يخلق ضغطًا تحت الجلد ويلهب الأنسجة المحيطة، مسببًا الألم.
الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة هم أكثر عرضة للإصابة بالخراج. عندما تقل قدرة الجسم على مقاومة العدوى، يكون الأشخاص الذين يعانون من العلامات التالية أكثر عرضة للإصابة بالخراج:
- السمنة.
- مرض السكري.
- الصدفية أو التهاب الجلد مثل الأكزيما.
- العلاج بالستيرويدات على المدى الطويل.
- العلاج الكيميائي.
- السرطان.
- الإيدز.
- فقر الدم المنجلي.
- اضطراب الأوعية الدموية الط périphérique.
- داء كرون.
- التهاب القولون التقرحي.
- الحروق الشديدة.
- الإصابات الشديدة.
- إدمان الكحول أو تعاطي المخدرات.
هناك أيضًا عوامل خطر أخرى مثل التعرض لبيئة قذرة، والاتصال بشخص مصاب ببعض أنواع التهابات الجلد، وسوء النظافة، وضعف الدورة الدموية.
أعراض الخُراج
الخراج أحمر اللون، بارز ومتورم يسهل رؤيته تحت الجلد. يكون الجلد في المنطقة المركزية للخراج رقيقًا، لونه أصفر أو أبيض بسبب وجود الصديد تحت سطح الجلد، ويشعر بالنعومة والدفء عند لمسه. عادةً ما يعاني المصاب بالخراج من الألم والحمى والقشعريرة.
تشمل علامات خراج الفم ما يلي:
- حساسية الأسنان.
- ألم شديد في الأسنان.
- تورم اللثة.
- حمى.
- صعوبة في البلع.
- صعوبة في فتح الفم.
- في بعض الأحيان، قد يتورم الفك أو أرضية الفم أو الخدين أيضًا.
مع الخراجات الداخلية، غالبًا لا توجد علامات واضحة للمرض. تشمل بعض العلامات المرتبطة بتأثر الجسم بالخراج ما يلي:
- تعب.
- ألم.
- ضعف.
- حمى.
- قشعريرة.
- تعرق غزير.
- فقدان الشهية.
- فقدان الوزن.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يجب على المريض زيارة الطبيب عند ظهور علامات غير طبيعية مثل:
- كتلة تزداد حجمًا.
- وجود كتلة في أي مكان في الجسم لمدة تزيد عن أسبوعين.
- كتلة صلبة وغير متحركة.
- كتلة أو تورم في الجلد.
- وجود كتلة وضعف في جهاز المناعة أو مرض السكري.
- وجود قرحة أكبر من 1 سم أو 0.5 بوصة.
- حمى.
المضاعفات
إذا تُرك الخراج دون علاج، فسوف يتطور إلى حالة أكثر خطورة مع زيادة حجمه وزيادة الألم، وقد ينتشر إلى الأنسجة المحيطة، ويمكن أن يسبب مضاعفات مثل:
- انتشار عدوى الخراج في جميع أنحاء الجسم، مما قد يهدد الحياة.
- تسمم الدم أو تعفن الدم.
- انتشار خراجات الجلد.
- موت الجلد والأنسجة المحيطة بؤرة الخراج أو الغرغرينا.
- عدوى المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (MRSA) أو عدوى تهدد الحياة.
- حمى وتورم الغدد الليمفاوية.
- تسمم الدم أو تعفن الدم.
- التهاب الشغاف (عدوى بطانة القلب الداخلية).
- التهاب العظم الحاد أو التهاب نخاع العظم.
طرق تشخيص الخُراج
يشخص الطبيب الخراج عن طريق الفحص، وسؤال المريض عن أعراض الخراج، وأخذ عينة من الصديد من الخراج لإجراء اختبار لتحديد نوع البكتيريا المسببة للمرض. سيساعد ذلك الطبيب في تحديد أفضل طريقة علاج مناسبة لحالة المريض.
في حالة الخراجات العميقة، بما في ذلك الخراجات الداخلية، يكون التشخيص أكثر صعوبة لأنه لا يمكن رؤية الخراج. لذلك، قد يحتاج الطبيب إلى إجراء اختبارات التصوير، بما في ذلك:
- الموجات فوق الصوتية: اختبار تصوير طبي آمن يستخدم موجات صوتية لإنشاء فيديو مباشر للأعضاء الداخلية.
- الأشعة المقطعية (CT): تستخدم الأشعة السينية والكمبيوتر لإنشاء صور لمقطع عرضي للجسم.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يستخدم مغناطيسًا كبيرًا وموجات الراديو والكمبيوتر لإنشاء صور واضحة لأعضاء وهياكل الجسم.
طرق العلاج
يمكن علاج الخراجات الصغيرة (أقل من 1 سم أو أصغر من 0.5 بوصة) والقريبة من سطح الجلد بالمضادات الحيوية الموضعية. على الرغم من أن الخراج لديه القدرة على التصريف بشكل طبيعي، إلا أنه لا ينبغي للمريض محاولة تصريف أو فتح الخراج بنفسه. إذا قام المريض بعصر الصديد من الخراج، فقد تنتشر البكتيريا بسهولة إلى مناطق أخرى من الجلد أو تصيب الأنسجة العميقة. علاوة على ذلك، لا ينبغي للمريض استخدام إبرة أو أدوات حادة لوخز مركز الخراج، مما قد يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية تحته وانتشار العدوى.
إذا كان الخراج أكثر خطورة، فيجب علاجه في المرافق الطبية، حيث سيقوم الطبيب بإجراء تصريف جراحي:
- أولاً، سيتم تخدير المنطقة المحيطة بالخراج باستخدام دواء.
- بعد ذلك، سيتم وضع محلول مطهر ومنشفة معقمة حول المنطقة.
- سيقوم الطبيب بشق الخراج وتصريف الصديد تمامًا.
- أخيرًا، عندما يتوقف الجرح عن النز، سيقوم الطبيب بتضميد الجرح وإرشاد المريض بكيفية العناية به في المنزل.
- سيصف الطبيب مضادات حيوية لعلاج العدوى القيحية.
تدابير الوقاية من الخُراج
تتمثل تدابير الوقاية من الخراج في الحفاظ على نظافة وجفاف الجلد. ذلك لأن البكتيريا التي تدخل الجروح الصغيرة تسبب معظم خراجات الجلد. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمريض الوقاية عن طريق:
- غسل اليدين بانتظام.
- عدم مشاركة المناشف أو شفرات الحلاقة أو فرشاة الأسنان.
- تجنب خدش الجلد عند الحلاقة.
- اتباع نظام غذائي صحي.
- الإقلاع عن التدخين.
- الحفاظ على نظافة الفم والأسنان.
بالنسبة للخراجات الداخلية، يصعب الوقاية منها لأنها عادةً ما تكون من المضاعفات.